أخـي الزائر/أختـي الزائرة أعضـاء المنتـدى يبذلون مجـهودات كبيرة من أجـل إفادتك .فبادر بالتسجيل لافـادتهم أو لشكرهم.ولا تبـق مجرد زائر فقط .نحن في انتظار ما يفيـض به قلمـك من جديد ومفـيد.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

أخـي الزائر/أختـي الزائرة أعضـاء المنتـدى يبذلون مجـهودات كبيرة من أجـل إفادتك .فبادر بالتسجيل لافـادتهم أو لشكرهم.ولا تبـق مجرد زائر فقط .نحن في انتظار ما يفيـض به قلمـك من جديد ومفـيد.
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

القدس بين المقياس البشري والمطلق الإلهي...........

اذهب الى الأسفل

القدس بين المقياس البشري والمطلق الإلهي........... Empty القدس بين المقياس البشري والمطلق الإلهي...........

مُساهمة من طرف abo fatimah الإثنين نوفمبر 08, 2010 4:56 pm

ماذا نفهم من قوله تعالى: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله) الإسراء الآية1.

فمتى تقدّس الجغرافيا. متى تقدّسالأمكنة؟ فالأوطان تقدس جغرافياً لأنها رمز الوجود الوطني الاجتماعي ورمزالتاريخ والحاضر والمستقبل. وفي سبيل هذه الجغرافيا تضحي الشعوب بأبنائهاوأموالها لتحافظ على كل ذرة من ترابها.

لكن الأسئلة تتلاحق وتتتالى وتلاحقبعضها البعض، متى تكون الأرض مقدسة؟ وهل كلّ أرض يجب أنْ تكون مقدسة؟ وماالمقياس البشري للتقديس وما المقياس الإلهي في ذلك كله؟

ما العالقة بين قدسية المسجد الأقصىوبين اختيار الله له مسرى لرسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم-؟ ثم ماالعلاقة بينهما وبين بقية الآيات اللاحقة في سورة الإسراء؟ وقد تتكون آلافالأسئلة حول الجغرافيا و التاريخ. حول العقيدة والقرآن. حول الحاضروالمستقبل. وقد تعجز العقول عن التعبير وتسكت الألسنة أمام الأجوبة. وماالمقصود بالمسجد؟ ما معنى الأقصى؟ ولمن المساجد؟

لقد وردت كلمة مسجد بصيغتها المفردةفي القرآن الكريم سبع عشرة مرة ووردت في صيغة الجمع ست مرات. منها ما يخصالمسجد الحرام، ومنها آية تربط المسجد الحرام بالمسجد الأقصى، ومنها مايعود على المسجد الأقصى وذلك في الآية السابعة من سورة الإسراء بقولهتعالى: (وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا).

أما كلمة مساجد فقد وردت مرتبطة بستة مواقع بنسبتها إلى الله سبحانه.

وردت في سورة الحج. وسورة البقرة مرتين وسورة التوبة مرتين وفي سورة الجن وردت مرة واحدة.

يقول تعالى: (ومساجد يذكر فيها اسم الله). سورة الحج، الآية 40.

ويقول تعالى: (ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه). سورة البقرة، الآية 114.

ويقول تعالى: (ما كان للمشركين أنْ يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر) سورة التوبة، الآية 17.

ويقول تعالى: (ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد). سورة البقرة، الآية 187.

ويقول تعالى: (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله). سورة التوبة الآية 18.

ويقول تعالى: (وأنّ المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً). سورة الجن رقم الآية 18.

فالمسجد وجد للعبادة، لعبادة المسلمينواجتماعهم وانطلاق جندهم الذاهبين في سبيل الله. وليس هو مكاناً للعملالمهني الذي يتقاضى عليه داخله أجراً مالياً لأنّه مسجد الله. ومن يدخلهمتعبداً فأجره على الله. والمعني ببناء المساجد، المؤمن الذي لا يرجو علىعمله أجراً من الناس.

وقد أطلقت كلمة مسجد لتربط العبادةبالسجود لله وحده. والسجود كما علّمنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أدقمرحلة في صلاة المسلم يظهر فيها الخضوع لله عز وجل.

ومن ذلك أنّ المسجد الحرام هو للهوحده وكل عمل يقوم به المسلم تقرباً من الله سبحانه في هذا المسجد، هو عملخاص بالعالقة بين المسلم وربه.

والملفت للنظر أنّ كلمة مسجد أطلقتعلى البيت الحرام بعد نزول الوحي على قلب النبي محمد -صلى الله عليهوسلم-. بينما هناك آيات كثيرة يأتي فيها البيت الحرام في سياق علاقات أخرىخصّت في بعض الأحيان النبي إبراهيم عليه السلام. وأحياناً أخرى خصت بعضالأحكام وبعض المفاهيم كالأمن والأمان.

وهذا يعني أنّ المسجد الحرام كمسجدوليس كبيت ارتبط مباشرة بظهور الإسلام وهذا يعني أيضاً أنّ هذا المكانالذي يسمى البيت الحرام يصبح منذ بدء الوحي مسجداً يرتبط بالعبادة وخاصةالصلاة وبمعنى آخر يرتبط بدين الإسلام.

وعلى الرغم من أنّ الأصنام كانت تحيطبه من كل جانب وتتعبد لها قريش والقبائل العربية الجاهلية. وما أنْ يعمّدين الإسلام وتفتح مكة حتى تتهاوى الأصنام بشكل تلقائي. وينظف المسجدالحرام من كل ما هو غريب عن دين التوحيد وكل ما هو مناقض لتعاليم الله.

فالآية التي افتتح الله بها سورة الإسراء (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله....)نزلت بعد بدء الوحي بخمس سنوات وهذا يعني أنّ الرسول صلى الله عليه وسلمكان ما يزال في بدء الدعوة. وهو مستضعف لا يستطيع مجابهة مشركي قريش ولابأية وسيلة سوى وسيلة الصبر والثبات والدعاء إلى الله.

ولو خضنا في معرفة المعاني التيطرحتها واقعة الإسراء وقفنا طويلاً متأملين لماذا اختار الله بيت المقدسليكون المكان الذي يسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم إليه.

ويدهشنا منذ البداية هذا الرابط بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى.

فقمة الإكرام الإلهي لنبيه تأتيبإسرائه إلى المسجد الأقصى. وهنا تكمن قدسية المسجد الأقصى وبيت المقدس.إنها قدسية تبلغ الذروة. فسيد الأنبياء وخاتمهم يسرى به إلى المسجدالأقصى. لأن الأقصى مثل الكعبة خاص لله وحده.

إننا لو افترضنا أنّ المسجد الحراممعروف جغرافياً باسم البيت الحرام. فإنّ ذلك لا ينطبق على المسجد الأقصى،وذلك في العقلية العربية التي كانت سائدة آنذاك وإذا كان مشركو قريش لايقرّون بأن البيت الحرام سيكون هو نفسه المسجد الحرام الذي يسجد فيه للهوحده فكيف يقرون بالمسجد الأقصى الذي لا تربطهم به روابط عقيدية معينة.

الواقع يقول لنا الكثير حول ذلك. وهوبيتٌ للرب. أو رمز لديانة إبراهيم التوحيدية عليه السلام، والتي انحرفعنها الأعراب، يعتبر رمزاً لارتباط الأعراب أنفسهم بمركز معنوي وتجاريلسيادة قريش سياسياً وتجارياً. وبمعنى من المعاني فالبيت الحرام محورالجزيرة العربية، والمركز المهم الذي يرتبط العرب به. وطالما أنه أصبح يعجبالأصنام التي تمثل كافة القبائل العربية فإنه في نظر العرب آنذاك أهممركز تجاري يمثل العرب في مواجهة ومنافسة الحضارات الدينية المحيطةبالجزيرة العربية كالأحباش في الجنوب والفرس في الشرق والشمال والروم فيالغرب والشمال. وقد كان ارتباط البيت الحرام بشخصية النبي إبراهيم -عليهالسلام- وكذلك بشخصية ابنه إسماعيل -عليه السلام- له الأثر البالغ في نظرالعرب. خاصة أنهم يعتبرون أنفسهم من نسل إسماعيل وإبراهيم أبي الأنبياءجميعاً.

ومن هنا فإنّ إطلاق تسمية مسجد علىالبيت الحرام في القرآن الكريم تعني بالحتمية أنّ هذا المكان سيعود إلى ماكان عليه زمن إبراهيم عليه السلام مركزاً دينياً توحيداً يشع على العالمبنور الهداية وجمع كلمة الموحدين. على الرغم من كلّ أشكال الإفسادوالوثنية التي طرأت عليه. أو على محيطه.

إنّما يعمر مساجد الله من آمن باللهواليوم الآخر فالمسجد الحرام يعمره مادياً وروحياً ومعنوياً الموحدونالمؤمنون بالله واليوم الآخر. وهذا لا ينطبق على قريش وعلى العرب المشركينالذين وجدوا قبل أنْ يعمّ الإسلام المنطقة. إنما ينطبق على عباد مسلمينلهم صفات تحدث عنها القرآن في أكثر من آية ، وفي أكثر من موقع في القرآنالكريم.

إنّ كل ذلك لا يصعب على الفهم في ذلكالسياق التاريخي، أو الوضع الآني الذي كان عليه رسول الله -صلى الله عليهوسلم-. ولكن الذي يصعب على الفهم هو ورود تسمية المسجد الأقصى في تلكالآية التي ربطت المسجد الحرام بالمسجد الأقصى فهل كان العرب يعرفون مايسمى المسجد الأقصى؟ قد يعرف بعض رجالهم وتجارهم أن في أرض فلسطين معبداًأو معابد أقامها أهل البلاد، ولكن لا أحد يعرف أن هناك مسجداً يدعى المسجدالأقصى فذكر المسجد الأقصى في سورة الإسراء، وفي الظرف الزمني الذي كانفيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يعلله إلا الله سبحانه وتعالى وربطمعاني القرآن الكريم وأسباب نزوله ودراسة سياق نصه مجتمعاً وليس مقتطعاًإضافة لارتباط هذا المسجد بالعامل البشري والعقيدي.

فالمسجد الأقصى حين نزول سورة الإسراءعلى قلب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو جغرافياً جزء من أرض مباركةتسمى فلسطين وما جاورها ظلّت من قبل الرومان منذ 70 ق.م وحتى ظهورالإسلام. وقبل هذا التاريخ كان فيها بعض اليهود وفي مرحلة من المراحل بلغوجودهم فيها إقامة دويلة حكموا فيها بعض اليهود وفي مرحلة بلغ وجودهم فيهاإقامة دويلة حكموا فيها من قبل النبي داود وابنه سليمان عليه السلام.

وفي الجانب العقيدي ارتبط بهذا المكانالمقدس عدد من الأنبياء. وباعتبار أنّ مباركة هذه الأرض خاصة بالله، فإنّحكمته اقتضت أنْ يكون للأرض المباركة شأن فريد من نوعه لدى الأنبياء منذإبراهيم -عليه السلام-. وأكثر من ارتبط عقيدياً بها النبي إبراهيم أولاًثم داود وسليمان وعيسى وزكريا ويحيى عليهم السلام. فهي إذاً موطن إشعاعتوحيدي نبوي. فكما كان المسجد الحرام زمن إبراهيم وإسماعيل موطن إشعاعتوحيدي، كذلك كانت الأرض المباركة وفيها المسجد الأقصى.

إن هذا كله يجعلنا نتوقف متأملين في سورة الإسراء التي أشارت صراحة إلى المسجد الأقصى والأرض المباركة حوله.

لم يخصْ القرآن الكريم سوى مكانينمقدسين تقديساً إلهياً المسجد الحرام والمسجد الأقصى. وهما في ذلك رمزانوحيدان للتقديس الإلهي. وما يخص الله سبحانه، من المحتم أن يكون توحيدياًنظيفاً من أية علامة للشرك والوثنية واقتضت الحكمة الإلهية أن ينظف المسجدالحرام من كل مظاهر تلك الوثنية ويبقى كذلك إلى وقتنا الحاضر.

أما المسجد الأقصى فقد دخله المسلمونأول مرة زمن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-. وأزيلت كلمعالم الشرك والوثنية منه إلى حين. حيث إنّ مظاهر الفساد عادت مرة أخرىإلى الأرض المباركة على أيدي المتهوّدين الذين هم أشد عداوة من كل الأطرافلدين التوحيد والإسلام.

إنّ اليهود اليوم يدعون أنّ المسجدالأقصى أقيم فوق هيكل خاص بهم ويدّعون أن مدينة القدس هي عاصمة ملكهمالغابر. ويدعون أن هذا الهيكل بناه النبي سليمان عليه السلام.

إذا عدنا إلى واقعة الإسراء نرى أنّالله سبحانه وتعالى اختار الأرض المباركة دون سواها كي يسرى برسول الله-صلى الله عليه وسلم- إليها. لأنها أرض مباركة منذ ما قبل إبراهيم عليهالسلام. وكان لإسرائه إليها معنى كبير من معاني اكتمال النبوة. فهذه الأرضشهدت نبوات توحيدية. وحتى ينصف دين التوحيد بشكله العام فقد أسري برسولالله -صلى الله عليه وسلم- إلى المسجد الأقصى.

وإسراؤه يعني أنّ الإسلام بوجهه القرآني جاء لينسخ ما قبله ويضمه في بوتقته.

فالنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- بعثللناس كافة وعلى جميع الشعوب أنْ تنتمي لهذا الدين الشمولي. فهو دينالأنبياء جميعاً والنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أولى بأخوته منالأنبياء من سائر البشر حتى أقوامهم وأهلهم.

ولذلك كان اختيار بيت المقدس للإسراءاختياراً ربانياً خاصاً ليؤكّد على وحدة الدين التي حاول اليهود والمشركونتدميرها. ولكن حكمت الله اقتضت أنْ يرد هؤلاء رداً عنيفاً بمبعث محمد بنعبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

وقد اتفق العلماء أنّ من حكمة الإسراءتثبيت الديانة التوحيدية السماوية في القدس الشريف أو إيحاء بأنّ القدسستبقى معقل التوحيد وإنْ حل فيه الفرس عبدة النار، وفيها إنذار وتحذيرلليهود الذين غدروا بأتباع المسيح وكفروا بالإنجيل ولعل في أهل القدسالذين قتلهم اليهود قسيسين ورهباناً مؤمنين موحدين ينتظرون بعثة النبيمحمد -صلى الله عليه وسلم- ليؤمنوا به كما أخبرهم عليه السلام في الإنجيلالصحيح. أقول هذا لأنّ الله تعالى ذكر قصة الإسراء في آية واحدة في سورةالإسراء –ثم أخذ بذكر فضائح اليهود وجرائمهم ثم نبههم بأن هذا القرآن يهديللتي هي أقوم فربما ظن القارئ أنّ الآيتين ليس بينهما رابط والأمر ليسكذلك فإن الله تعالى يشير بهذا الأسلوب إلى أنّ الإسراء إنما وقع إلى بيتالمقدس ليشير إلى أنّ اليهود الذين تسلطوا على بيت المقدس عند تعاونهم معالفرس المجوس سوف يجلون عن القدس لأنه مكان مقدس ينزه عن أمثالهم لماارتكبوا من الجرائم فيه. وأن المسجد الأقصى سوف يتولى حمايته أتباع محمد-صلى الله عليه وسلم- ويجمع لهم مركزي دعوة التوحيد.
abo fatimah
abo fatimah
مراقب عام
مراقب عام

عدد المساهمات : 126
تاريخ التسجيل : 14/05/2010
العمر : 42

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى