دخول
ترجمة النص
المواضيع الأكثر نشاطاً
الساعة الآن
حرق للمصحف أم حرق للأمة................
صفحة 1 من اصل 1
حرق للمصحف أم حرق للأمة................
حرق للمصحف أم حرق للأمة
سعيد دويكات
أقصر طريق للشهرة والتنفيس عن الأحقادوأيسرها كلفة وأكثرها إثارة للعواطف الصهيونية والصليبية المتواطئة معهاتكمن في كلمتين لا غير (إهانة الإسلام ) عبر إهانة رموزه ، فمرة عن طريقإهانة لفظ الجلالة ومرة أخرى بالرسوم المسيئة لنبينا الكريم وثالثة بألعابالكترونية تسخر من المساجد ورابعة بإقأمة مراقص على شكل مسجد ويسمونه (مكة)وخامسة باستئجار مرتزقة من العرب والمسلمين للطعن في الدين ثم يسبغونعليهم لقب (مفكرين )... وآخر تجليات الحملة الدعوة إلى حرق المصحف في ذكرى11 سبتمبر والتي يعلم الله كيفية حدوثها ومن يقف وراءها، إلا أنهابالمحصلة ألصقت بالإسلام والمسلمين، وألحقت بهم أضرارا وكوارث لا يعلممداها إلا الله .
وهكذا فقد أصبح الإسلام جدارا واطئايمتطيه من يشاء في غياب أهله الذين يعدون (مليارا ونصف المليار) ولكنهمأضيع من الأيتام على مآدب اللئام، فهم منقسمون ما بين حكام لا يعصونأمريكا اذا أمرتهم ويفعلون ما يؤمرون بل ويتطوعون .
ومحكومون جبناء ( إلا القليل )يرتجفون من نسمة هواء إذا مرت بجوارهم او لاهثون خلف غرائزهم لا يعرفونمعنى لإسلامهم . (إلا ما رحم ربي ).
أمة المليار ونصف المليار يهينها رسامكاريكاتور دانمركي وتقف الدانمرك (اقل من خمسة ملاين نسمة بما فيهاأبقارها وأغنامها واجبانها ) تتحدى ويساندها الاتحاد الأوروبي وترفضالاعتذار، ويهيج المسلمون منددين وشاجبين داعين للمقاطعة، ثم بعد قليلتبرد الأمور وتسقط كلمة المقاطعة من قاموس الكثيرين (لأن مذاق جبنة البقرةالضاحكة لا يقاوم، وحليب (دانو شدو من ودانو) لا غنى عنه للأطفال!!
وتتوالى الاهانات والصفعات والطعناتولكن كأنها في جسد ميت لا حراك به. وليتهم اكتفوا بذلك، بل نحن متهمونبالحقد والعنصرية ضد الآخر، لذلك لا بد من تهذيبنا وتعليمنا كيف نتعامل معالآخر من خلال مؤتمرات حوار الأديان، ولا بد لنا ان (ننقي) مناهجنا منمواد التطرف، خاصة فيما يتعلق بالآيات والأحاديث. ولا بد لنا ان نتعلم(فنون ) التسامح مع الآخرين (وفن ) إدارة الخد الأيسر بعد صفع الخد الأيمن) دون تأوه أو تأفف او اعتراض .
أمة المليار ونصف المليار تتعرض لحملة(حرق ) ممنهجة لعقولها وقيمها ومبادئها ومناهجها كي لا يبقى منها سوى رمادتذروه الرياح، بل وأصبح مطلوبا من هذا الرماد المتناثر ان يطفئ بنفسه بعضجذوات من نار لا زالت مشتعلة حوله، فلا بد لجذوة المقاومة في غزة والضفةان تطفأ، لأنها تعيش في زمن غير زمانها، فهذا ليس زمن العزة .
فلسطين تخنق بحصار وأسوار إخوانها،والعراق ذبحت بيد أشقائها، وافغانستان تشكو ولا من مجيب، وفي كل بقعة بهاقتل وموت وهوان تجد مسلما او مسلمة هناك يستنصر ويستصرخ ولكن هيهات فقد عزالنصير .
أمة يبيع رجل فيها الشعب والأرضوالمقدسات ليبقى ملتصقا بكرسي الحكم او لينتقل الكرسي مع مادته اللاصقة منخلفيته إلى خلفية ابنه من بعده. لعل وعسى تسمح أمريكا بذلك .
أمة يقتل الأخ فيها أخاه بل ويفعل كل الموبقات مقابل بعض الفتات من هنا وهناك وأسمى مناه رضا العدو وهيهات له ذلك .
أمة تضم بين جنباتها آلافا مؤلفة منالعمائم (السلطانية) التي تقول كل شيء إلا الحق، وتفتي بأي شيء يرضي غيرالله. ولا نسمع لها صوتا الا تمجيدا لحاكم او هجوما على عالم يخشى الله،بينما يصيبها العمى والبكم والصمم في أي موقف لله.
أمة المصحف فيها لاجئات إلى الله،معتنقات للإسلام من أخوات مارية القبطية رضي الله عنها، يطلبن الحمايةلأنفسهن وإسلامهن في أكبر بلد عربي مسلم ولكن النظام هناك يفتي بحقالكنيسة في ملاحقتهن..هكذا يكون الحكم وحماية الرعية على أصوله .
أمة المسجد الحرام والنبوي والأقصى تخنق فيها المساجد ويلاحق المصلون ..تحرمهم الحرية والوظيفة والعبادة..
العبادة تهمة واللحية تهمة والقرآن تهمة والحجاب تهمة والنقاب كبيرة والدعوة للإسلام حض على الإرهاب...
أجيال من أمة المليار لا تعرف سوى (بوس الواوا) ومثيلاتها في السخف وتجهل ألف باء الإسلام. وهذا ما تريده الأنظمة وتصفق له .
أمة يصرخ حكامها تنديدا بفعلة الأسقفالأمريكي تيري جونز وكثير منهم في قرارة أنفسهم يضحكون، ويحمدون الله انالمهمة لم توكل إليهم ،حينذاك ما عساهم يفعلون .
تيري جونز يسدي صنيعا لهم فهو يحرقعدوا مشتركا له ولهم، أليس القرآن يدعو الناس لرفض الذل والظلم والخيانةوالخنوع ، فأين يكون مصير هؤلاء وحواشيهم اذا التزمت الشعوب به .
أليس جونز – على إجرامه – أقل جرمامنهم ؟ كيف لا وهم يحرقون الصدور والقلوب والعقول التي تحمل المصحف،ويتفننون في سومها سوء العذاب .
ويل لأمة يحرق كتابها ويساء إلىرسولها ويوضع اسم ربها على الأحذية وتبنى النوادي الليلية على هيئةمساجدها وتتسمى بأقدس أماكنها ثم تقف ذليلة تتفرج على بقايا رمادها..
أبعد كل هذا لا يحرقون المصحف...وحتى لو حرقوا مليار مصحف من سيوقفهم.. ودعاة الإسلام موزعون ما بين المقابر والسجون .
آن الأوان أن نطهر أنفسنا (ليبدأ كلبنفسه) من داخلها وان نصالحها مع خالقها، وان نتعلم من ربنا وكتابه ومنرسولنا وسيرته وأصحابه معنى العزة والكرامة..وإلا سنبقى نتقلب من وحل الذلإلى مستنقع المهانة ولن تغفر لنا الأجيال ولن يرحمنا التاريخ .
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى