دخول
ترجمة النص
المواضيع الأكثر نشاطاً
مواضيع مماثلة
الساعة الآن
تعريف الزجل لغة واصطلاحا ..............................
صفحة 1 من اصل 1
تعريف الزجل لغة واصطلاحا ..............................
بسم الله الرحمن الرحيم
الزَّجل. فن من فنون الشعر العامِّي، نشأ وازدهر في الأندلس، ثم انتقل إلى المشرق العربي على خلافٍ في ذلك بين مؤرخي الأدب.
معناه اللغوي. تفيدنا معرفةالمعنى اللغوي لكلمة زجل في إدراك السبب في اختيار الكلمة اسما لفن الزجل.فالأصل الحسي لكلمة زَجَل يفيد أنها كانت تعني: درجة معيّنة من درجات شدةالصوت، وهي الدرجة الجهيرة ذات الجلبة والأصداء. وبهذه الدلالة، كان يُقالللسحاب: سحاب زَجِل، إذا كان فيه الرعد. كما قيل لصوت الأحجار والحديدوالجماد أيضًا زجل.
ثم تغيرت دلالة كلمة زَجَل، فأصبحت تعني اللعب والجلبةوالصّياح، ومنها انتقلت إلى معنى: رفع الصوت المرنَّم. ومن هنا جاء إطلاقاسم زجل على صوت الحَمَام، ثم إطلاقه على الصوت البَشَري المُطرب. وقديؤكد هذا الارتباط الدلالي بين كلمة زجل ومعني الصوت العالي المُنَغَّم أنكلمة زجَّالة ما زالت تُطلق ، في إحدى واحات مصر، على جماعة الشباب الذينيجتمعون في مكان بعيد ليؤدُّوا الرقص والغناء الصاخب بمصاحبة آلاتهمالموسيقية.
معناه الاصطلاحي. غدت كلمة زجلفي الدوائر الأدبية والغنائية مُصطلحًا يدل على شكل من أشكال النظمالعربي، أداته اللغوية هي إحدى اللهجات العربية الدارجة، وأوزانه مشتقةأساسًا من أوزان العروض العربي، وإن تعرضت لتعديلات وتنويعات تتواءم بهامع الأداء الصوتي للهجات منظوماته. ويتيح هذا الشكل من النظم تباينالأوزان وتنويع القوافي وتعدد الأجزاء التي تتكون منها المنظومةالزَّجلية، غير أنه يُلزم باتباع نسق واحد ينتظم فيه كل من الوزن والقافيةوعدد الشطرات التي تتكون منها الأجزاء، في إطار المنظومة الزَّجليةالواحدة.
وقد صنَّف القدماء الزجل، مع المواليا والقوما والكان كانضمن ماسمَّوه الفنون الشعرية الملحونة أو الفنون الشعرية غير المُعْرَبة.ويقصدون بهذا الاسم: أشكال النظم العربية التي ظهرت في العصر الأدبيالوسيط، والتي لم يلتزم ناظموها باللغة الفصحى المعيارية، وخاصة بالنسبةلقواعد الإعراب. واعتماد ذلك التصنيف على هذا الفارق اللغوي يدلّ علىإدراك نافذ. فالواقع أن هذه الأشكال غير المُعْرَبة ظلت على صلة وثيقةبالأشكال المُعْرَبة، وتتبنى تقاليدها الفنية، رغم فارق مستوى الأداءاللغوي. بل إن لغة الزجل، مثلاً، وإن كانت غير مُعْرَبة، كانت تقترب منالفصحى بقدر كبير. فلـُغة المنظومات الزَّجلية كانت لهجة دارجة خاصةبالزجالين، بوصفهم أفرادًا يلتحقون بالدوائر الأدبية السائدة، وتتحد أطرهمالمرجعية في داخل نوع الثقافة العربية التي تُقرُّها هذه الدوائر. وقد ظلهذا الفارق في مستوى الأداء اللغوي أحد مقوّمات تمايز الزجل عن الشعرالفصيح، كما كان في الوقت نفسه أحد مقوّمات تمايز الزجل عن أشكال الشعرالشعبي (الجَمْعِي، الفولكلوري) وعن حركة شعر العامية واختلافه معها.
مكان الزجل بين أشكال النظم الأخرى.اتخذ الزجالون من الزجل شكلاً للتعبير استجابة لحاجة لغوية، وتحقيقًالوظيفة فنيّة، لم تكن الأشكال الأخرى تفي بهما. فقد انحصر كل من القصيدةالتقليدية والموشح، بلغتهما ومواضعاتهما، في دائرة مُحدَّدة رسميًاوفئويًا. بينما استبعدت أشكال الشعر الشعبي (الجَمْعِي، الفولكلوري)،الموجودة بالفعل. في الوقت الذي كانت قد تكوّنت فيه شريحة اجتماعية جديدةمن أبناء البيوتات العربية في الحواضر والمدن. وكانت هذه الشريحة قدتقلّبت بها صروف الحياة ومطالب العيش في أسواق هذه المدن، ولكنها فيتوجهاتها ومطامحها تسعى للالتحاق بالدائرة الحاكمة مستجيبة لمعاييرهاالاجتماعية والثقافية. ومن هنا، سعى مثـقّـفُو هذه الشريحة الجديدةللتعبير عن أنفسهم في شكل جديد وسيط، يتناسب مع وضعهم الاجتماعي والثقافيالوسيط. وكان على هذا الشكل المُوَلَّد أن يعتمد أداة له: لهجة مُوَلَّدةتَدْرُج بين هذه الفئة من المثقفين، وأن يتخذ من ذائقتها ومعاييرها الفنيةضابطًا. وكان هذا الشكل المُوَلّد هو الزجل.
ومنذ بداياته الأولى، ظل الزجل فنا مدينيا في المقامالأول، وبقي محتلاًّ موضعه الوَسَطِيّ بين أشكال النظم العربية. وإن كانتوسطيَّته هذه تميل إلى جانب تراث الشعر الفصيح، وتبتعد عن مأثور الشعرالشعبي (الجَمْعِي، الفولكلوري). وعلى أساس موضوعه الوَسَطِيّ هذا، تحددتوظائفه وخصائصه، كما تحدد مسار الظواهر التي رافقت نموه عبر تاريخهالطويل. وإدراكنا لهذا الموضع الخاص بالزجل يُمكننا من حُسن فهم خصوصياته،ويزيل كثيرًًا من الالتباسات التي أحاطت به، سواء ما أثاره القدماء أو ماأحدثه المحدثون.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الزَّجل. فن من فنون الشعر العامِّي، نشأ وازدهر في الأندلس، ثم انتقل إلى المشرق العربي على خلافٍ في ذلك بين مؤرخي الأدب.
معناه اللغوي. تفيدنا معرفةالمعنى اللغوي لكلمة زجل في إدراك السبب في اختيار الكلمة اسما لفن الزجل.فالأصل الحسي لكلمة زَجَل يفيد أنها كانت تعني: درجة معيّنة من درجات شدةالصوت، وهي الدرجة الجهيرة ذات الجلبة والأصداء. وبهذه الدلالة، كان يُقالللسحاب: سحاب زَجِل، إذا كان فيه الرعد. كما قيل لصوت الأحجار والحديدوالجماد أيضًا زجل.
ثم تغيرت دلالة كلمة زَجَل، فأصبحت تعني اللعب والجلبةوالصّياح، ومنها انتقلت إلى معنى: رفع الصوت المرنَّم. ومن هنا جاء إطلاقاسم زجل على صوت الحَمَام، ثم إطلاقه على الصوت البَشَري المُطرب. وقديؤكد هذا الارتباط الدلالي بين كلمة زجل ومعني الصوت العالي المُنَغَّم أنكلمة زجَّالة ما زالت تُطلق ، في إحدى واحات مصر، على جماعة الشباب الذينيجتمعون في مكان بعيد ليؤدُّوا الرقص والغناء الصاخب بمصاحبة آلاتهمالموسيقية.
معناه الاصطلاحي. غدت كلمة زجلفي الدوائر الأدبية والغنائية مُصطلحًا يدل على شكل من أشكال النظمالعربي، أداته اللغوية هي إحدى اللهجات العربية الدارجة، وأوزانه مشتقةأساسًا من أوزان العروض العربي، وإن تعرضت لتعديلات وتنويعات تتواءم بهامع الأداء الصوتي للهجات منظوماته. ويتيح هذا الشكل من النظم تباينالأوزان وتنويع القوافي وتعدد الأجزاء التي تتكون منها المنظومةالزَّجلية، غير أنه يُلزم باتباع نسق واحد ينتظم فيه كل من الوزن والقافيةوعدد الشطرات التي تتكون منها الأجزاء، في إطار المنظومة الزَّجليةالواحدة.
وقد صنَّف القدماء الزجل، مع المواليا والقوما والكان كانضمن ماسمَّوه الفنون الشعرية الملحونة أو الفنون الشعرية غير المُعْرَبة.ويقصدون بهذا الاسم: أشكال النظم العربية التي ظهرت في العصر الأدبيالوسيط، والتي لم يلتزم ناظموها باللغة الفصحى المعيارية، وخاصة بالنسبةلقواعد الإعراب. واعتماد ذلك التصنيف على هذا الفارق اللغوي يدلّ علىإدراك نافذ. فالواقع أن هذه الأشكال غير المُعْرَبة ظلت على صلة وثيقةبالأشكال المُعْرَبة، وتتبنى تقاليدها الفنية، رغم فارق مستوى الأداءاللغوي. بل إن لغة الزجل، مثلاً، وإن كانت غير مُعْرَبة، كانت تقترب منالفصحى بقدر كبير. فلـُغة المنظومات الزَّجلية كانت لهجة دارجة خاصةبالزجالين، بوصفهم أفرادًا يلتحقون بالدوائر الأدبية السائدة، وتتحد أطرهمالمرجعية في داخل نوع الثقافة العربية التي تُقرُّها هذه الدوائر. وقد ظلهذا الفارق في مستوى الأداء اللغوي أحد مقوّمات تمايز الزجل عن الشعرالفصيح، كما كان في الوقت نفسه أحد مقوّمات تمايز الزجل عن أشكال الشعرالشعبي (الجَمْعِي، الفولكلوري) وعن حركة شعر العامية واختلافه معها.
مكان الزجل بين أشكال النظم الأخرى.اتخذ الزجالون من الزجل شكلاً للتعبير استجابة لحاجة لغوية، وتحقيقًالوظيفة فنيّة، لم تكن الأشكال الأخرى تفي بهما. فقد انحصر كل من القصيدةالتقليدية والموشح، بلغتهما ومواضعاتهما، في دائرة مُحدَّدة رسميًاوفئويًا. بينما استبعدت أشكال الشعر الشعبي (الجَمْعِي، الفولكلوري)،الموجودة بالفعل. في الوقت الذي كانت قد تكوّنت فيه شريحة اجتماعية جديدةمن أبناء البيوتات العربية في الحواضر والمدن. وكانت هذه الشريحة قدتقلّبت بها صروف الحياة ومطالب العيش في أسواق هذه المدن، ولكنها فيتوجهاتها ومطامحها تسعى للالتحاق بالدائرة الحاكمة مستجيبة لمعاييرهاالاجتماعية والثقافية. ومن هنا، سعى مثـقّـفُو هذه الشريحة الجديدةللتعبير عن أنفسهم في شكل جديد وسيط، يتناسب مع وضعهم الاجتماعي والثقافيالوسيط. وكان على هذا الشكل المُوَلَّد أن يعتمد أداة له: لهجة مُوَلَّدةتَدْرُج بين هذه الفئة من المثقفين، وأن يتخذ من ذائقتها ومعاييرها الفنيةضابطًا. وكان هذا الشكل المُوَلّد هو الزجل.
ومنذ بداياته الأولى، ظل الزجل فنا مدينيا في المقامالأول، وبقي محتلاًّ موضعه الوَسَطِيّ بين أشكال النظم العربية. وإن كانتوسطيَّته هذه تميل إلى جانب تراث الشعر الفصيح، وتبتعد عن مأثور الشعرالشعبي (الجَمْعِي، الفولكلوري). وعلى أساس موضوعه الوَسَطِيّ هذا، تحددتوظائفه وخصائصه، كما تحدد مسار الظواهر التي رافقت نموه عبر تاريخهالطويل. وإدراكنا لهذا الموضع الخاص بالزجل يُمكننا من حُسن فهم خصوصياته،ويزيل كثيرًًا من الالتباسات التي أحاطت به، سواء ما أثاره القدماء أو ماأحدثه المحدثون.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى