دخول
ترجمة النص
المواضيع الأكثر نشاطاً
الساعة الآن
أخطار الغضب على الجسم
:: بادية مستجدات التربية والتعليم :: قسم الإمتحانات المهنية والتكوين المستمر :: نافدة علم النفس التربوي
صفحة 1 من اصل 1
أخطار الغضب على الجسم
على الرغم من كون النبي – صلى الله عليه وسلم – نبياً من الأنبياء يتلقّىالوحي من السماء، غير أن المشاعر الإنسانية المختلفة تنتابه كغيره منالبشر، فتمرّ به حالات من الفرح والسرور، والحزن والضيق، والرضا والسكينة،والغضب والغيظ .
وتبرز قيمة العنصر الأخلاقي في حياة النبي - صلى اللهعليه وسلم – في وضع هذه الانفعالات المتباينة في إطارها الشرعي، حيثهذّبها وصانها عن الإفراط والمغالاة، والتفريط والمجافاة، بل أضاف لهابُعدا جديداً حينما ربطها بقضيّة الثواب والاحتساب، وكان شعاره – عليهالصلاة والسلام – في ذلك : ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) رواهالبيهقي .
فالغضب وإن كانت حقيقته جمرة تشعل النيران في القلب فتدفعصاحبها إلى قول ما يندم عليه، أو فعل ما لا تُحمد عقباه، أو كان دافعهالانتصار للنفس أو العصبية والحميّة للآخرين، فهو عند النبي – صلى اللهعليه وسلم – قولٌ بالحق، وغيرةٌ على محارم الله، لا اعتداء فيه ولا غلوّ،ودافعه دوماً إنكار لمنكر أو عتابٌ على ترك الأفضل .
ويؤكد المعنىالسابق ما ذكرته عائشة رضي الله عنها من حال النبي – صلى الله عليه وسلم-، حين قالت : ( ما ضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا قط بيدهولا امرأة ولا خادما، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قطفينتقم من صاحبه، إلا أن ينتهك شيء من محارم الله، فينتقم لله عز وجل )رواه مسلم .
ومواقف النبي – صلى الله عليه وسلم – مع الغضب تكشف لنا عندقّة وصف عائشة رضي الله عنها ، فمن ذلك موقفه – صلى الله عليه وسلم – معأسامة بن زيد رضي الله عنه حين بعثه في سريّة، فقام بقتل رجلٍ بعد أن نطقبالشهادة وكان يظنّ أنه إنما قالها خوفاً من القتل، فبلغ ذلك النبي – صلىالله عليه وسلم – فغضب غضباً شديداً، وقال له : ( أقال لا إله إلا اللهوقتلته ؟ أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا ) حتى قال أسامة رضيالله عنه : " فما زال يكررها علي حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ " رواه مسلم .
وفيموقفٍ آخر رأى النبي - صلى الله عليه وسلم – رجلاً يلبس خاتماً من الذهب،فغضب ونزع الخاتم من يد الرجل وطرحه في الأرض وقال : ( يعمد أحدكم إلىجمرة من نار فيجعلها في يده ) رواه مسلم .
وعندما حاول أسامة بن زيدرضي الله عنهما الشفاعة في المرأة المخزومية التي سرقت، غضب حتى عُرف ذلكفي وجهه، وقال لأسامة : ( أتشفع في حد من حدود الله ) ثم قام فخطب فيالناس قائلاً : ( إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيم الشريفتركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وأيم الله لو أن فاطمة بنتمحمد سرقت لقطعت يدها ) متفق عليه .
وفي أحد أسواق المدينة وقع خلافٌبين صحابي وأحد تجّار اليهود، فقال اليهوديّ : " والذي اصطفى موسى علىالبشر "، فلطمه رجل من الأنصار وقال له : " تقول والذي اصطفى موسى علىالبشر والنبي صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا ؟ "، فذهب اليهودي إلى النبي– صلى الله عليه وسلم – يشتكي ما أصابه، فغضب عليه الصلاة والسلام وقال :( لا تفضلوا بين أنبياء الله ) متفق عليه .
ونقلت لنا أمهات المؤمنينمواقف من غضبه لله، وغيرته على محارمه، ومن ذلك قول عائشة رضي الله عنها :" دخل عليّ النبي - صلى الله عليه وسلم - وفي البيت قرام - وهو السترالرقيق - فيه صور، فتلوّن وجهه عليه الصلاة والسلام، ثم تناول الستر فهتكهوقال : ( من أشد الناس عذابا يوم القيامة، الذين يصوّرون هذه الصور ) "رواه البخاري .
وخرج - صلى الله عليه وسلم – ذات يومٍ على بعض أصحابهوهم يتنازعون في القدر، فغضب حتى احمرّ وجهه كأنما فقئ في وجنتيه الرمان،فقال : ( أبهذا أمرتم ؟ أم بهذا أرسلت إليكم ؟ إنما هلك من كان قبلكم حينتنازعوا في هذا الأمر ) " .
وغضب عليه الصلاة والسلام من تكلّف الناسفي السؤال عن الأمور الدقيقة فيكون سؤالهم سبباً في التشديد عليهم، وكذلكمن سؤالهم عما لا يُفيد، فقد روى البخاري عن أبي موسى الأشعري رضي اللهعنه قال : " سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أشياء كرهها، فلما أُكثرعليه غضب، ثم قال للناس ( سلوني عما شئتم ) ، فقال رجل : من أبي ؟، قال (أبوك حذافة ) ، فقام آخر فقال : من أبي يا رسول الله ؟، فقال : ( أبوكسالم مولى شيبة ) ، فلما رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما في وجهه قال :يا رسول الله، إنا نتوب إلى الله عز وجل " .
وشكا إليه رجلٌ من إطالةالإمام في صلاته ومشقته على المصلّين، فغضب - صلى الله عليه وسلم – حتىقال أبو مسعود : " ما رأيته غضب في موضع كان أشد غضبا منه يومئذ "، ثم قال: ( يا أيها الناس، إن منكم منفّرين، فمن أمّ الناس فليتجوّز، فإن خلفهالضعيف والكبير وذا الحاجة ) متفق عليه .
وثمة مواقف أخرى تشير إلى أنغضبه عليه الصلاة والسلام لم يكن مقصوراً على ارتكاب المخالفات الشرعية،بل كان يغضب لمجرّد تقاعس الناس عن الخير أو تركهم لما هو أولى، ويشهدلذلك ما رواه الإمام أحمد عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال : " خطبنارسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحثنا على الصدقة، فأبطأ الناس، حتى رؤىفي وجهه الغضب " .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا شتم أبا بكر رضيالله عنه والنبي - صلى الله عليه وسلم - جالس، فجعل النبي - صلى الله عليهوسلم - يعجب ويتبسّم، فلما أكثر الرجل رد عليه أبو بكر ، فغضب النبي - صلىالله عليه وسلم - وقام من مجلسه، فلحقه أبو بكر فقال : " يا رسول الله،كان يشتمني وأنت جالس، فلما رددت عليه بعض قوله غضبت وقمت ؟ "، فقال له :( إنه كان معك ملك يرد عنك، فلما رددت عليه بعض قوله وقع الشيطان، فلم أكنلأقعد مع الشيطان ) رواه أحمد .
وبذلك يظهر جليّاً أن غضب النبي – صلىالله عليه وسلم – كان لوجه الله تعالى، لا انتصار فيه للنفس، ولا مدخل فيهللهوى، وهذا هو المعيار الحقيقي للوصول إلى رضا الله عز وجل .
المصدر : الشبكة الإسلامية
وتبرز قيمة العنصر الأخلاقي في حياة النبي - صلى اللهعليه وسلم – في وضع هذه الانفعالات المتباينة في إطارها الشرعي، حيثهذّبها وصانها عن الإفراط والمغالاة، والتفريط والمجافاة، بل أضاف لهابُعدا جديداً حينما ربطها بقضيّة الثواب والاحتساب، وكان شعاره – عليهالصلاة والسلام – في ذلك : ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) رواهالبيهقي .
فالغضب وإن كانت حقيقته جمرة تشعل النيران في القلب فتدفعصاحبها إلى قول ما يندم عليه، أو فعل ما لا تُحمد عقباه، أو كان دافعهالانتصار للنفس أو العصبية والحميّة للآخرين، فهو عند النبي – صلى اللهعليه وسلم – قولٌ بالحق، وغيرةٌ على محارم الله، لا اعتداء فيه ولا غلوّ،ودافعه دوماً إنكار لمنكر أو عتابٌ على ترك الأفضل .
ويؤكد المعنىالسابق ما ذكرته عائشة رضي الله عنها من حال النبي – صلى الله عليه وسلم-، حين قالت : ( ما ضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا قط بيدهولا امرأة ولا خادما، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قطفينتقم من صاحبه، إلا أن ينتهك شيء من محارم الله، فينتقم لله عز وجل )رواه مسلم .
ومواقف النبي – صلى الله عليه وسلم – مع الغضب تكشف لنا عندقّة وصف عائشة رضي الله عنها ، فمن ذلك موقفه – صلى الله عليه وسلم – معأسامة بن زيد رضي الله عنه حين بعثه في سريّة، فقام بقتل رجلٍ بعد أن نطقبالشهادة وكان يظنّ أنه إنما قالها خوفاً من القتل، فبلغ ذلك النبي – صلىالله عليه وسلم – فغضب غضباً شديداً، وقال له : ( أقال لا إله إلا اللهوقتلته ؟ أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا ) حتى قال أسامة رضيالله عنه : " فما زال يكررها علي حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ " رواه مسلم .
وفيموقفٍ آخر رأى النبي - صلى الله عليه وسلم – رجلاً يلبس خاتماً من الذهب،فغضب ونزع الخاتم من يد الرجل وطرحه في الأرض وقال : ( يعمد أحدكم إلىجمرة من نار فيجعلها في يده ) رواه مسلم .
وعندما حاول أسامة بن زيدرضي الله عنهما الشفاعة في المرأة المخزومية التي سرقت، غضب حتى عُرف ذلكفي وجهه، وقال لأسامة : ( أتشفع في حد من حدود الله ) ثم قام فخطب فيالناس قائلاً : ( إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيم الشريفتركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وأيم الله لو أن فاطمة بنتمحمد سرقت لقطعت يدها ) متفق عليه .
وفي أحد أسواق المدينة وقع خلافٌبين صحابي وأحد تجّار اليهود، فقال اليهوديّ : " والذي اصطفى موسى علىالبشر "، فلطمه رجل من الأنصار وقال له : " تقول والذي اصطفى موسى علىالبشر والنبي صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا ؟ "، فذهب اليهودي إلى النبي– صلى الله عليه وسلم – يشتكي ما أصابه، فغضب عليه الصلاة والسلام وقال :( لا تفضلوا بين أنبياء الله ) متفق عليه .
ونقلت لنا أمهات المؤمنينمواقف من غضبه لله، وغيرته على محارمه، ومن ذلك قول عائشة رضي الله عنها :" دخل عليّ النبي - صلى الله عليه وسلم - وفي البيت قرام - وهو السترالرقيق - فيه صور، فتلوّن وجهه عليه الصلاة والسلام، ثم تناول الستر فهتكهوقال : ( من أشد الناس عذابا يوم القيامة، الذين يصوّرون هذه الصور ) "رواه البخاري .
وخرج - صلى الله عليه وسلم – ذات يومٍ على بعض أصحابهوهم يتنازعون في القدر، فغضب حتى احمرّ وجهه كأنما فقئ في وجنتيه الرمان،فقال : ( أبهذا أمرتم ؟ أم بهذا أرسلت إليكم ؟ إنما هلك من كان قبلكم حينتنازعوا في هذا الأمر ) " .
وغضب عليه الصلاة والسلام من تكلّف الناسفي السؤال عن الأمور الدقيقة فيكون سؤالهم سبباً في التشديد عليهم، وكذلكمن سؤالهم عما لا يُفيد، فقد روى البخاري عن أبي موسى الأشعري رضي اللهعنه قال : " سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أشياء كرهها، فلما أُكثرعليه غضب، ثم قال للناس ( سلوني عما شئتم ) ، فقال رجل : من أبي ؟، قال (أبوك حذافة ) ، فقام آخر فقال : من أبي يا رسول الله ؟، فقال : ( أبوكسالم مولى شيبة ) ، فلما رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما في وجهه قال :يا رسول الله، إنا نتوب إلى الله عز وجل " .
وشكا إليه رجلٌ من إطالةالإمام في صلاته ومشقته على المصلّين، فغضب - صلى الله عليه وسلم – حتىقال أبو مسعود : " ما رأيته غضب في موضع كان أشد غضبا منه يومئذ "، ثم قال: ( يا أيها الناس، إن منكم منفّرين، فمن أمّ الناس فليتجوّز، فإن خلفهالضعيف والكبير وذا الحاجة ) متفق عليه .
وثمة مواقف أخرى تشير إلى أنغضبه عليه الصلاة والسلام لم يكن مقصوراً على ارتكاب المخالفات الشرعية،بل كان يغضب لمجرّد تقاعس الناس عن الخير أو تركهم لما هو أولى، ويشهدلذلك ما رواه الإمام أحمد عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال : " خطبنارسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحثنا على الصدقة، فأبطأ الناس، حتى رؤىفي وجهه الغضب " .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا شتم أبا بكر رضيالله عنه والنبي - صلى الله عليه وسلم - جالس، فجعل النبي - صلى الله عليهوسلم - يعجب ويتبسّم، فلما أكثر الرجل رد عليه أبو بكر ، فغضب النبي - صلىالله عليه وسلم - وقام من مجلسه، فلحقه أبو بكر فقال : " يا رسول الله،كان يشتمني وأنت جالس، فلما رددت عليه بعض قوله غضبت وقمت ؟ "، فقال له :( إنه كان معك ملك يرد عنك، فلما رددت عليه بعض قوله وقع الشيطان، فلم أكنلأقعد مع الشيطان ) رواه أحمد .
وبذلك يظهر جليّاً أن غضب النبي – صلىالله عليه وسلم – كان لوجه الله تعالى، لا انتصار فيه للنفس، ولا مدخل فيهللهوى، وهذا هو المعيار الحقيقي للوصول إلى رضا الله عز وجل .
المصدر : الشبكة الإسلامية
:: بادية مستجدات التربية والتعليم :: قسم الإمتحانات المهنية والتكوين المستمر :: نافدة علم النفس التربوي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى